نور المغربية تقول لأول مرة في مجلة عربية: ظلمني الناس.. لم أكن يوما رجلا..
كنت «خنثى» ولم أذنب في شيء
يقول عنها المصريون إنها سفيرة الرقص
الشرقي في المغرب ويعتبرها المغاربة ظاهرة فنية. هي امرأة جميلة فارهة الطول، في
مشيتها دلال وفي حركاتها أنوثة، رغم أن لها حكاية خاصة جدا يعرفها جمهورها الخاص في
الدار البيضاء، حيث تسري همسات عن نور الرجل الذي عاش حياته امرأة.
«سيدتي» التقت نور التي ذاعت شهرتها في أوروبا وأمريكا واستراليا قبل أن
تعرف في البلدان العربية.
المغرب: سميرة مغداد
بادرتها
سائلة:
* ما حكايتك يا نور؟
تضحك وتجيب:
ـ حكاية طويلة «ما
بتخلصشي»، تصلح سيناريو لفيلم روائي.
* إذن من هي نور؟
ـ هي قطعة من الفن.
* لست ابنة البيضاء فكيف وصلت إليها؟
تضحك وتقول:
ـ أنا من البربر سكان
المغرب الأقدمين كما قرأنا في التاريخ، ماذا أقول.. عشت مراحل كثيرة جميلة كما عشت
مراحل فيها حزن كبير منحني قوة خاصة وإرادة لأسير نحو الأمام
* احكي لنا عن هذه
المراحل؟
ـ كثيرة جدا وطويلة أحتاج إلى عدد خاص في سيدتي لأرويها.
* أين
وصل مستواك الدراسي؟
ـ الباكالوريا آداب.
* في أكادير؟
ـ لا هنا في
البيضاء لأن عائلتي انتقلت للعيش هنا
أليس العجيبة
* ما الذي كان صعبا في حياتك؟
ـ هو كيف أفرض ذاتي وأقول ها
أنا اسمي نور ها أنا ذا إنسانة. «سيبوني أعيش»
* نور اسم فني وليس حقيقيا.
ـ
إسمي الفني والحقيقي والرسمي.
* وما إسمك من قبل؟
ـ أفضل أن لا أقول.
*
لماذا؟
ـ أريد من الآخرين أن يتعرفوا على نور الجديدة التي عادت إلى الحياة من
جديد.
* دعينا نعرف الماضي حتى نفهمك أكثر؟
ـ إنسانة مكافحة ومحاربة حقيقية،
حاربت لكي أثبت وجودي.
* لكن الناس يحكمون خطأ ويظلمونك دون أن يعرفوا
حقيقتك.
ـ ما يؤلمني أن نور لم تحظ في ماضيها وحاضرها باهتمام تستحقه.
أسرار
* ما
سر رشاقتك؟
ـ لا أدخن ولا أشرب، أفضل الشاي الأخضر وهو أمر يدعو
للاستغراب لكن أفعل ذلك لأحافظ على نضارتي وصحتي أحب الرقص والمشي والنوم بعمق،
أضحك كثيرا وأنام طويلا إذا لم يكن لدي ما أفعله، وعادة أنهض باكرا وأشتغل بالتنقيب
على أفكار جديدة في الموسيقى والتصميم والماكياج.
* ومداخيلك من أين؟
ـ أنا
أصلا أستاذة رقص داخل وخارج المغرب أعطي ما يسمى بـ «وورك شوب» أي ورشات رقص في
أمريكا وكندا وفي أفريقيا ومصر ولدي شهادة من مصر كسفيرة رقص شرقي.
* ماذا عن
عائلتك هل تعيش معك؟
ـ أجل وأرعى ابنة شقيقي زنوبة التي أحبها كثيرا
*
أتفكرين بالزواج؟
ـ ليس في الوقت الحالي.
* وماذا يعني لك؟
ـ التفاهم
والتضحية ولو أنه أصبح صعبا للغاية أن تجدي شخصا وفيا.
* وما أحلامك؟
هي
أحلام طفلة تقول لنفسها:
كفى من الصدمات.
* ما هي هذه الصدمات؟
ـ نكران
الخير والإهمال لمدة عشرين عاما مضت، لذلك تحديت الجميع وحققت النجاح والتألق ولدي
طموح كبير الآن لاكتساح المشرق العربي.
* هل ستنافسين هيفاء مثلا؟
ـ لا أحب
كلمة منافسة أو صراع، أنا فقط أطالب بمكاني في الساحة الفنية لأن لدي فنا يستحق أن
أقدمه، ما يهمني حقي لا غير، لكل نجمة أسلوبها وشخصيتها والبقاء للأفضل، نور لها
أسلوبها الخاص، كان لي ماض واليوم لي حاضر، نور لم تكن هي، كنت أنتحل شخصية إنسانة
أخرى ليست أنا وأعيش معها.
تعديل الأنثى
* إنسانة أو إنسان ؟
ـ الرجل أو المرأة في الأصل إنسان، أما
الاختلاف في الجنس فأمر يعود لحكمة الخالق، الأصل هو القلب والروح ولهذا السبب
أحبني الناس لأنهم اقتربوا من روحي فأحبوني أما الذين رفضوني فلأنهم اختاروا أن
يصنفوني رجلا أو امرأة.
* تقولين كانت ثم أصبحت.. هل خضعت لتحول جنسي؟
ـ هناك
تحول، لكني أفضل أن أقول تعديل أو تصحيح لأني أعترف أمام الملأ وبكل قوة أني ولدت
خنثى وتركت الجميع يعتقد أني ولد.
* ولم هذا الاختيار؟
ـ لأن العائلة والمحيط
أرادني كذلك، أما سلوكي وتصرفي فكان منذ البدء تصرف بنت حاربت كثيرا حتى تري الآن
نور الأنثى، فهل أستحق بنظركم العقاب؟ هكذا ولدت ولم أختر أن أولد بتشوه جنسي أي
بنت وولد في نفس الوقت.
* وأنت اخترت أن تكوني بنتا؟
ـ منذ البداية إحساسي
وسلوكي وميولاتي وتصرفاتي تنتمي لعالم الأنثى.
* لذا تتحدثين عن التعديل وأين
جرى ذلك؟
في أحسن عيادة في العالم بلوزان بسويسرا بمساعدة من الله أولا وبرضى
والدي. الله أراد أن تنتهي عذاباتي وعقدي.
* كم سنة وأنت تتعذبين؟
ـ لا تهم
السنون، المهم الآن وجدت نفسي وحياتي وسعادتي.
* ومنذ متى أجريت لك
العملية؟
ـ لا يهم أنا اليوم مثلي مثلك امرأة بكل معنى.
* يعني يمكنك
الإنجاب؟
ـ للأسف لا، لدي رحم كامل لكن العملية أجريت في وقت متأخر وليست لدي
دورة شهرية،الأمر الذي سيحرمني من الإنجاب.
* الآن كيف تنظرين لعالم الذكور؟
ـ ربما بحنين، أرى أن الله أعطاني قوتين قوة الرجل وقوة المرأة لذلك أنا محبوبة
لدى النساء وأيضا لدى الرجال لأني أفهم العالمين معا وكثيرا ما أتدخل لحل مشاكل
عديدة بين النساء والرجال.
* كان لديك اختيار بين عالمين، فلم لا تختاري أن
تكوني رجلا لأن المرأة عموما مظلومة في مجتمعاتنا؟
ـ خلق الله كل إنسان ليأخذ
حظه وحقه في الحياة، لا فرق بينهما. الإنسان هو الأهم دون تمييز، توسلت كثيرا إلى
الله كي أجد طريقي ومسيرتي لأني منذ أن خلقت وأنا امرأة ما عدا التشوه الولادي على
مستوى الجهاز التناسلي مثل أي تشوه يحصل في الفم مثلا أو الوجه أو العين..
*
لنتحدث عن مشاعر الحب
ـ عشت كل الأحاسيس كأنثى تحب رجلا ما، لكنها كانت قصصا
آيلة دائما للفشل لأني كنت أخاف أن أواجه حقيقتي المرة, لكني الآن أفهم نفسية الرجل
والمرأة معاً!.
* يمكن أن نعرف عمرك؟
بالمصرية تجيب:
ـ «حا يفيد بإيه»؟
بالنسبة لي عمري 50 عاما أو60 عاما من الشقاء والعذاب والركض وراء الحقيقة واكتشاف
الذات أنا من أنا.
* لماذا اسميت نفسك نور؟
ـ اسمي نور منذ أن ولدت، ما حصل
بعض التعديل عليه،
* ومن هو الرجل الذي يجذبك؟
ـ الرجل الشجاع الذي ينظر
إلي بقلبه لا بعينيه
والدي... الله
يسامحه
* أنت الكبرى في العائلة؟
ـ لا، لدي شقيق وشقيقة
وأنا أصغرهما وأنا من يرعى أسرتي ويعولها، ومؤخرا حققت حلم أمي في الحج، أعيش في
انسجام تام مع عائلتي وبرضى الوالدين.
* وعلاقتك بوالدك؟
تصمت قبل أن
تقول:
ـ لا أريد الخوض في الحديث عنه هو حي يرزق لكنني لا أعرفه
*
كيف؟
تتنهد بعمق وتحكي قائلة:
ـ تركنا والدي وعمري سبعة أيام
* هل كنت
أنت السبب؟
ـ أبدا لم يكن شيئ قد ظهر بعد، لأنني كنت ولدا في نظر الجميع، ماذا
أقول عن غدر رجل ترك أمي ليتزوج الخادمة، وأمي مصدر اعتزاز لي لأنها كانت نعم
المرأة المكافحة وأعتبر زوجها بمثابة والدي الحقيقي لأنه غمرني بكثير من الحنان
والرعاية رغم أنه اليوم رجل مسن ومريض لكنني متعلقة به جدا، أما والدي «الله
يسامحو».
* ما مشاريعك في هذا المجال؟
ـ لدي مشروع فيلم تلفزي فرنسي أؤدي فيه
دور معلمة رقص، تعيش في مصر لكنه سيصور في المغرب.
* ومن من الراقصات اللواتي
تتواصلين معهن؟
ـ منى سعيد ولوسي ودينا يعجبني رقصهن، أما فيفي عبدو فتمثل
أكثر، رقصها رقص شعبي.
ممنوعات
* ما حكاية فيلم «لحظة
ظلام» الذي منع في المغرب ألم يكن محطة مظلمة في مسيرتك؟
ـ تعاملت مع
المخرج نبيل عيوش بحسن نية لأنني اعتقدت أنه فيلم جاد مثلما حصل مع فيلم «أطفال
الشوارع» الذي لاقى نجاحا باهرا لكن للأسف غدر بي وكان الشريط عبارة عن لقطات ماسخة
لم أمثلها قط، دوري كان راقصة اسمها ياسمين.
* ألم يكن الفيلم يتطرق
للشذوذ؟
ـ أبدا وهذا اللبس هو الذي جعلني عرضة للقيل والقال وأنا بريئة من كل
المشاهد الخليعة، وقد حصل اعتذار عن ذلك في الصحف بعد أن عشت فترة عصيبة جدا أتمنى
ألا تتكرر.
* أنت مدينة لمن؟
ـ لأمي لأنها ربتني وساندتني دائما ورضت عني
وأيضا لفريد شوقي يرحمه الله لأنه كان أول شخص شجعني، كان ذلك منذ ستة عشر عاما
رقصت في حفل خاص بالرباط وقال في حقي كلاما جميلا لا يمكن أن أنساه حينما تنبأ لي
أمام الجميع أنه سيكون لي مستقبل زاخر في الفن لأنني صادقة ومتميزة في أدائي.
Comments
Post a Comment